أبوأحمد النضالي شخصية هامه
عدد الرسائل : 10 العمر : 47 فصيلة الدم : A+ sms :
تاريخ التسجيل : 21/06/2008
| موضوع: مسارات الغدير الخميس ديسمبر 18, 2008 3:56 am | |
| الأخوة الأعزاء:
إليكم هذا الموضوع بمناسبة عيد الغدير الأغر بعنوان (مسارات الغدير):
لواقعة غدير خم مسارات كثيرة غير المسارات التي اعتاد عليها كثير من الناس، فقد اعتاد الناس على مسار التحليل التاريخي، والمسار العقائدي، والمسار الجدلي/الاحتجاجي، والمسار الأدبي، وغيرها من المسارات التي تحتملها هذه الواقعة، ذلك أن لكل واقعة مسارات أو جوانب من خلالها تكشف لنا الكثير من الملابسات التي قد تكون غامضة لدى بعض الناس، ولا يحق لنا أن نُحمّل هذه الواقعة أو تلك مسارات وجوانب لا تحتملها، باعتبار أن بعض الوقائع لها جوانب فقهية وعقدية وليس لها جانب سياسي، على العكس في بعض المناسبات أو الوقائع التي قد تحتمل جوانب كثيرة، ومنها هذه المناسبة (واقعة غدير خم)، التي يحتفي بها الكثير من المؤمنين في العالم الإسلامي وخصوصاً المجتمعات الشيعية، والتي تحتمل جوانب عدة من شأنها إيضاح ما يستحق الإيضاح، وإليك بعض المسارات التي لم تنل نصيباً من التحليل:
المسار الفكري: لهذا المسار شأن عظيم في هذه الواقعة لاحتوائها على كثير من المضامين العالية، ذلك أن هذه الواقعة أشهر من أن تُذكر، وقد صنّف فيها كثير من علماء الأمة مصنفات مسهبة وموجزة كلٌ بحسب اختصاصه واستيعابه لهذه الواقعة، باعتبار أنها حصلت في حَجة الوداع وهي آخر حجة حج فيها رسول الله صلى الله عليه وآله، وهذا شئ طبيعي أن يهتم المسلمون بكل ما جرى في هذه الحَجة، من أدعية وخطابات وأحكام وأفعال وأقوال وتقريرات قام بها رسول الله صلى الله عليه وآله، ولذا نالت هذه الحجة والواقعة الخلود على مر التاريخ رغم الدسائس التي حيكت ضدها من تشويه وتعتيم إعلامي.
فلو أتينا إلى قراءة هذا المسار بعيداً عن التشنجات والتعصبات التي من شأنها تُضيّع حقيقة هذه الواقعة، لرأينا أن هذه المناسبة حريٌ بأن تُبحث بحثا دقيقاً، حتى يتسنى للأجيال أن يستفيدوا من هذه المناسبة استفادة كبرى، وأن تُعالج بالصورة التي تحاكي الواقع الذي جرت فيه، ولولا السيطرة التي قادها بعض المتشددين في العصور المتقدمة والمتأخرة ضد هذه الواقعة لكان حالها غير الحال التي هي عليه الآن، فما نراه الآن هو غيض من فيض، في محاربة هذه الواقعة بصورة علنية وغير علنية، مقصودة وغير مقصودة، وذلك إما للجهل أو التعصب أو أفواه مستأجرة أو غير ذلك.
وبالتركيز على أفعال النبي صلى الله عليه وآله في هذه الواقعة من إيقاف المتقدم وانتظار المتأخر من الحجيج أثناء خروجهم من مكة، دلالة على أن هناك أمراً عظيماً يريد النبي صلى الله عليه وآله أن يبلّغه للحجاج قبل تفرقهم.
وكذلك رفعَ يد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على مرأى ومسمع الحشد الهائل من الحجيج .. وغيرها من الدلائل التي من شأنها تُثبت أن هذه الواقعة يراد منها شئ واضح الدلالة لا لَبْس فيه.
إلا أن الأمر المهم في ذلك يتعيّن على أن هناك فئة من المهاجرين والأنصار اتصفوا بصفات لا تليق بهم كأصحاب لخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله، والتي سأسلط الضوء عليها في (المسار الأخلاقي)، فقد عاش أولئك المهاجرون في قُريش التي يسودها الجفاف في التعامل، والحب في السيادة، وغير ذلك .. لينقلوا ذلك الموروث إلى المجتمع الإسلامي البدائي في المدينة المنورة، ويطبقوه على بعض الصحابة بطريقة الفرض والاستبداد، بينما نرى هناك شخصيات خلّدها التاريخ من خلال فكرها وتعاملها مع الأحداث بوعي ثاقب ونظرة اهتمام، كسلمان المحمدي وأبو ذر وعمار بن ياسر وأبي بن كعب وعبدالله بن مسعود وعبدالله بن عباس وغيرهم كثير من الأنصار والمهاجرين الذين تعاملوا مع تلك الخطابات والأقوال والأفعال والتقريرات النبوية تعاملاً ملئ بالوعي والحكمة، بعيداً عن عبادة حروف النص وعبادة الأشخاص، ولذا لم يبدوا أي معارضة لا أثناء الواقعة ولا بعدها باعتبار أن الدلالة واضحة لديهم، ولذا التزموا الهدوء – إلا القليل منهم – كإمامهم أمير المؤمنين عليه السلام، وتعاملوا مع الأحداث معاملة الإنسان الواعي الذي يراعي الأجواء السياسية باحترام القيادة الفعلية المتمثلة في أمير المؤمنين عليه السلام، ولذا هم تلامذة أمام رسول الله ووليه عليهما السلام، وعلماء أمام الصحابة حينما يغيب رسول الله ووليه، وما هذا التعامل إلا تعامل قرآني مستقى من الآية الكريمة: }وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ{ [الحشر:7].
وكذلك كان هؤلاء الصحابة المؤمنون يحملون القرآن الكريم بين جوانحهم ولذا لم يدخلوا في نقاشات ليس لهم شأنٌ بها، باعتبار أنهم حملة القرآن الكريم، قال تعالى: }وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِيناً{ [الأحزاب:36].
المسار الأخلاقي: هناك من الصحابة من كان يحمل القرآن الكريم بين جوانحه عارفاً مضامينه ودلالاته، وهناك من يحمل القرآن الكريم حافظاً وتالياً له إلا أنه لا يعرف مضامينه ودلالاته، وشتان بين هذا وذاك النوع من البشر، فمن يحمل القرآن الكريم عارفاً مكانته في الدين الإسلامي يجب عليه أن يمتثل لقول القرآن الكريم نهجاً وسلوكاً حتى لا ينطبق عليه قول الله عز وجل: }كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً{ [الجمعة:5]، وما أحرى جميع المسلمين أن يكونوا صورة أخرى لرسول الله صلى الله عليه وآله في التحلي بالأخلاق الإلهية، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: [أدبني ربي فأحسن تأديبي]، وهناك الكثير من الشواهد القرآنية والأحاديث النبوية التي تثبت أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان خلقه القرآن الكريم، إلا أن المشكلة التي يعاني منها بعض الصحابة أنهم يحملون بعض الموروثات الفكرية والأخلاقية قبل إسلامهم، فهناك من تخلّص من تلك الترسبات والموروثات، وهناك من حملها معه ولم يتخلص منها، وما يخصنا في ذلك وله علاقة بهذه الواقعة، أن هناك بعض المسائل الأخلاقية التي لم يتخلّص منها أولئك الصحابة، ومنها:
الحَسَد: هناك ثمة أشخاص من الصحابة كانوا يعانون من بعض الأمراض الأخلاقية ومنها (الحسد) الذي يصعب على الإنسان التخلص منه، وهؤلاء الصحابة بادروا في محاربة أمير المؤمنين عليه السلام اجتماعياً وسياسياً بصورة مباشرة تارة، وغير مباشرة تارة أخرى، لأنه المفهوم الذي كانوا يحملونه تجاه الوحي والنبوة أقل بكثير مما كان يحمله صحابة آخرون، وهذا له آثاره السلبية في التعامل مع أوامر الله عز وجل التي لها أثرها المحسوس على الحياة الاجتماعية، وما أحراهم أن يدركوا الكثير من الآيات البيّنات، قال تعالى: }أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً{ [النساء:54].
وكذلك حينما نزلت آية التبليغ: }يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ{ [المائدة:67]. يروى أن الحارث بن النعمان الفهري لما بلغه قول النبي صلى الله عليه وآله في علي رضي الله عنه: [من كنت مولاه فعليٌ مولاه] ركب ناقته فجاء حتى أناخ راحلته بالأبطح، ثم قال: يا محمد، أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه منك، وأن نصلّي خمساً فقبلناه منك، ونزكّي أموالنا فقبلناه منك، وأن نصوم شهر رمضان في كل عام فقبلناه منك، ونزكّي أموالنا فقبلناه منك، ثم لم ترضَ بهذا حتى فضّلت ابن عمك علينا! أفهذا شيء منك أم من الله؟!!
فقال النبي صلى الله عليه وآله: والله الذي لا إله إلا هو ما هو إلا من الله.
فولّى الحارث وهو يقول: اللهم إن كان ما يقوله محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فوالله ما وصل إلى ناقته حتى رماه الله بحجر فوقع على دماغه فخرج من دبره فقتله [1].
نلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وآله تعامل معه بخلق الأنبياء، وأجابه بما يريد، ولم يعامله صلى الله عليه وآله كما تعامل معه الفهري، لأنه كان يحمل مفهوماً قاصراً حول الوحي والنبوة، فدخل الحَسَد في قلبه من باب أن أمير المؤمنين قد حاز على كثير من الفضائل، وليس الأمر محصوراً على هذا الصحابي!! بل هناك كثير من الصحابة يعجز حصر تصرفاتهم التي توضح أن الحسد كان صفة ملازمة لسلوكهم. محبكم أبوأحمد النضالي | |
|
محمد رضا الأدارة
عدد الرسائل : 189 العمر : 43 الموقع : WWW.ALRUSTOM.COM فصيلة الدم : o+ الأوسمة : sms :
تاريخ التسجيل : 13/03/2008
| موضوع: رد: مسارات الغدير الخميس ديسمبر 18, 2008 11:47 pm | |
| يعطيك العافية على الموضوع جميل منك هذا و نتمنى المزيد من العطاء
| |
|
محمد رضا الأدارة
عدد الرسائل : 189 العمر : 43 الموقع : WWW.ALRUSTOM.COM فصيلة الدم : o+ الأوسمة : sms :
تاريخ التسجيل : 13/03/2008
| موضوع: رد: مسارات الغدير الخميس ديسمبر 18, 2008 11:58 pm | |
| | |
|