عدد الرسائل : 189 العمر : 43 الموقع : WWW.ALRUSTOM.COM فصيلة الدم : o+ الأوسمة : sms :
تاريخ التسجيل : 13/03/2008
موضوع: ماء بطعم الخمر الأحد فبراير 15, 2009 5:44 am
ماء بطعم الخمر
قالها في همس :
هذه المرأة المزعجة تتعمد إفساد راحتي في كل ليلة .
و لاتبالي بجسمي الذي أضناه التعب من أجلها و من أجل عيالها .. إنها امرأة بلا إحساس يا رجل . لقد حاولت مراراً تهد يدها و عزمي على أن أهجر فراشها أو أطلقها إن لم تكف عن إيقاظي عند الفجر . و لكن بلا فائدة . و مع هذا فلن يلومني أحد إن هجرتها أو طلقتها بعد اليوم .
في هذه الأنثاء . صاح جميع من في المجلس صيحة إعجاب و ارتياح .
فرحين مستبشرين بما قاله صاحبهم أبورياض فضجوا كما و كأنهم أمام
مشهد تلفزيوني أو عرض مسرحي ينصر دينك أبورياض ) ..
( نساء آخر زمن .. لا يأتين إلا بالشدة و القهر ). بدا منتشياً مذهولاً على نفسه . و لولا أن صوته كان مرتفعاً بعض الشئ . لما حصل على هذه الحفاوة و التأييد من الجميع . زحف إليه صديقه الذى كان بجانبه حتى ألتصق منه . و قد هاله هو الآخر ما جرى لصاحبه . أخذ يتأمله و يفحص قسمات وجهه . فصاح به أبورياض :
- ماذا هناك ؟
- لا شئ .. إنك تبدو فقط أكثر شجاعة مني .
- و كيف ؟
- لأن مثلي لا يقوى أبداً على نزال امرأة . و ضد من ؟ . ضد زوجتي..
أعوذ بالله .
- لا تدر لها ظهرك و لا يستبد بك الخوف منها .. إنها أضعف مما تتصور.
دع عنك هذا الهراء و خذ هذا الكأس . و أشرب حتى يفر منك الخوف فرار
الفئران المذعورة .
- و ما هذا ؟
- إنه ماء . اشرب أتخاف من الماء أيضاً ؟
أخذ يحنسي مسعود الماء الذي استحال فجأة إلى خمر معتق . استلد طعمه و استطاب سكرته فطالب بالمزيد . و أمسى ليلته يرتع قدحا وراء الآخر دون توقف . غير آبه بمن حوله .. حتى انفض المجلس إلا من أبي رياض . فقد آثر الجلوس مع صاحبه على أن يغادره . و غرق الانثان معاً في السكر . و ضلاً يهذيان لبعض الوقت .
مسعود / غريب .. لماذا لون الماء مختلف هكذا يا أبا رياض ؟؟ .
أبورياض / و ما الغرابة في ذلك يا رجل .. فماء البحر لونه أزرق
و مع ذلك سميت أبحر عديدة بألوان ما أنزل الله بها من سلطان. ألم تسمع بالبحر الأحمر و الأبيض و الأسود ..
مسعود / بلى .. بلى.. لقد سمعت بها .. و لكن .. لما يبدو طعمها مختلفا هكذا إذا ؟
أبورياض (يضحك )/ و هل للماء طعم يا أبله . إن كان مالحاً فهو من الماء البحر . و إن كان عذبا سائغاً فهو من ماء الجدول . أفهمت .
مسعود ( يبتسم في بلاهة ) / هذا صحيح .. لقد فاتني ذلك . إذا لما يبدو الماء فورار مع الثلج .
أبورياض و هو يفحص كأسه / هذا طبيعي . عندما يلتقي المحيط
الهادي و هو الماء بالمحيط المتجمد الجنوبي و هو الثلج فذلك من شأنه
أن يصيب الماء باهتياج عظيم .. كما المد الهائل الذي ضرب جزر
تسونامي . أتذكرها ؟
مسعود / أظنني لم أسمع بها . ولكنني أعلم علم اليقين أنك فيلسوف؟
أبورياض / أووه هذا كثير . شكراً لك .. و لكن .. ما معنى فيلسوف؟
مسعود /لا أدري . ربما تكون نبتة برية . أو عشب بحري ..
على أية حال ابحث عنها في كتاب التاريخ .
أبو رياض / هل تريد المزيد من الماء ؟
مسعود / كلا كلا . لقد أصابني ماؤك بالتخمة .. إنه يبدو كالخمر
يا رجل . هيا لنرحل
مضى الليل كله و لم يبقى على بزوغ الفجر سوى دقائق معدودة . كانا يتأرجحان على قارعة الطريق بلا خجل . تسوقهم حالة من الجنون
بدا رايضاً ربض النياق على عقولهم . والذي غط في نوم عميق لبعض
الوقت .
أم رياض لا زالت ترقب حضور بعلها ( الشجاع – الأمين – الغيور)
و هي بعد لا تدري ما قد يوؤل إليه مصيرها .
اقتربوا من مساكنهم . فودع الاثنان بعضهما . و دخل كل منهما بيت
الآخر بالخطأ . و بات كل منهم ليلته في فراش الآخر !!!!!!!!!!!